شهر على حملة اللواء حفتر لاستعادة بنغازي واكثر من 350 قتيلا منذ بدء العمليات
Read this story in English
يواصل الجيش الليبي وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر العمليات التي بدأت قبل شهر ضد المسلحين الاسلاميين في مناطق متفرقة من بنغازي التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها في عمليات أوقعت منذ بدئها 356 قتيلا على الاقل، حسب مصادر طبية وعسكرية.
وشن حفتر بمساندة الجيش ومسلحين مدنيين من مختلف مناطق بنغازي في 15 تشرين الأول هجوما ثانيا لاستعادة المدينة التي وقعت في ايدي الاسلاميين في نهاية تموز الماضي.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "16 شخصا قتلوا اليوم وتلقى جثثهم المركز، نتيجة اعمال العنف وإعدامات خارج إطار القانون".
وقالت مصادر طبية لوكالة "فرانس برس" ان "المعارك وأعمال عنف متفرقة في بنغازي وإعدامات خارج إطار القانون أوقعت منذ 15 تشرين الأول نحو 356 قتيلا بينهم أكثر من 200 جندي".
وأوضحت هذه المصادر التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر أن "بين القتلى مدنيين أصيبوا برصاص أو قصف عشوائي في مناطق الاشتباكات إضافة إلى المدنيين المسلحين الذين شاركوا قوات حفتر القتال".
وتشمل هذه الارقام "مقاتلين إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة".
ونادرا ما يعلن الإسلاميون عن خسائرهم في المعارك. كما من النادر نقلهم لجرحاهم وقتلاهم إلى مستشفيات المدينة العامة او الخاصة.
واطلق اللواء حفتر عملية الكرامة في 16 ايار/مايو لمحاربة الإرهاب في بلاده كما قال. لكنه وجد نفسه في مواجهة حلف من الاسلاميين المتشددين وآخرين أكثر اعتدالا من الثوار السابقين الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي وشكلوا "مجلس شورى ثوار بنغازي".
وتمكن الاسلاميون للوهلة الاولى من دحر قوات حفتر إلى تخوم المدينة وأفرغوها من أي تواجد لرجال الجيش والشرطة بعد سيطرتهم على معظم المعسكرات ومراكز الشرطة.
لكن هؤلاء المقاتلين الإسلاميين تقهقروا مجددا وعادوا للتحصن في مناطق آهلة وسط المدينة بعد انطلاق الحملة الثانية لحفتر التي لاقت دعما شعبيا واسعا وهو ما ضيق الخناق على الاسلاميين.
وحفتر الذي وصفت حملته الأولى بأنها انقلاب، لقي مؤخرا اعترافا صريحا من السلطات التشريعية والتنفيذية للبلد.
ونفذت قوات حفتر خلال الحملة الثانية لاستعادة بنغازي عمليات دهم واسعة النطاق ألقت خلالها القبض على عدد من القادة الإسلاميين إضافة إلى تدمير بيوتهم وقتل العديد منهم.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المتناحرة في مختلف مناطق ليبيا أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم في الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز "في المحصلة، نقدر أن يكون أكثر من 393420 شخصا في عداد النازحين داخليا في ليبيا منذ تصاعد العنف في شهر ايار/مايو، يتوزعون على 35 بلدة ومدينة وهم بأمس الحاجة إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والسلع الاساسية الاخرى".
ورغم سيطرته التامة على معظم أحياء بنغازي بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري، ما زال تقدم الجيش بطيئا في محور منطقة الصابري وسط المدينة رغم خوضه عدة معارك عنيفة تستخدم فيها مختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة معززة بغارات لمقاتلات سلاح الجو التابع لحفتر.
وقال المسماري ان الجيش مازال يخوض معارك ضارية على محور المدخل الغربي للمدينة حيث مقر ميليشيا 17 فبراير الإسلامية، اضافة الى مقرين هامين للجيش هما اللواء 204 دبابات والكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة.
واضاف أن المحور الجنوبي الشرقي للمدينة تسيطر عليه قوات الجيش التي تتقدم لخوض المعركة الكبرى في منطقة الليثي جنوب وسط المدينة والتي تعد معقل الجماعات الإسلامية وخصوصا المتطرفة منها.
وأوضح أن ما يعيق عملية الحسم للجيش في محوري الصابري والمدخل الغربي لمدينة بنغازي هو امتلاك الاسلاميين لاسلحة قنص متطورة وبعيدة المدى إضافة إلى تحصنهم داخل الابنية والمؤسسات العالية.
وقال "نحن بدأنا نستخدم أسلوبهم وصرنا نعمل على قنصهم مثلما يفعلون. لا نريد مزيدا من التدمير للممتلكات من خلال استهدافهم بالمدفعية والغارات".
من جهته أعرب العقيد جمال الزهاوي آمر الكتيبة 21 عن أمله في أن "يصمد المدنيون المسلحون الموالون للجيش في مختلف مناطق المدينة ويستمروا في إغلاق منافذ مناطقهم حتى لا يتمكن الاسلاميون من الفرار إليها".
وطالب الزهاوي المناطق الواقعة غرب بنغازي بتأمين كافة الطرق المؤدية إلى المدينة لاغلاق خط الامدادات للاسلاميين. وقال "إنهم كل يوم في ازدياد (...) كلما قضينا على مجموعة نفاجأ بمجموعات أخرى تأتي من مناطق غرب بنغازي".
وكان المسماري اعلن ان "رئاسة الاركان العامة للجيش دعت كافة المجموعات المسلحة التي لا تتبع شرعية الدولة الى تسليم أسلحتها في فترة أقصاها نهاية الشهر الجاري".
وأكد أن "كل من يسلم سلاحه للجيش الوطني قبل انتهاء المهلة المحددة سيتم إعفاؤه من أي ملاحقة أمنية وقانونية لتحقيق المصلحة العليا للوطن وضمان ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد".
لكنه شدد في الوقت نفسه على انه "سيضرب وبقوة كل مجموعة مسلحة ترفض الاستجابة للدعوة التي تستهدف حقن دماء الليبيين".
ودانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة أعمال العنف الاخيرة في شرق وغرب ليبيا، ومن بينها القتال الدائر في مدينة بنغازي.
واعربت البعثة في بيان ليل الخميس الجمعة عن قلقها البالغ من التقارير حول القصف العشوائي على الارض ومن الجو على المناطق المكتظة بالسكان في بنغازي وعمليات القتل غير المشروع والتدمير المتعمد للمنازل والممتلكات الأخرى وخطف المدنيين بمن فيهم العاملين في المجال الطبي وعرقلة الجهود المبذولة لإجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات الإنسانية.
لكن السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل أرون دعا المعتدلين في ليبيا للتوحد ضد المتطرفين في بلادهم. وقال في عدة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر الجمعة إن الاعتداءات الارهابية تضر كل الليبيين والعنف أمر غير مقبول.
واكد ان بريطانيا تدعم جهود الأمم المتحدة من أجل الحوار في ليبيا، كما أنها تقف مع الليبيين ضد المتطرفين، مشيرا الى ان "المعتدلين من كل الاطراف وهم الغالبية العظمى بحاجة إلى أن يلتقوا ويتحدثوا ويصلوا إلى اتفاق سياسي، ويواجهوا الارهابيين معا في ليبيا".
وتعاني مدينة بنغازي من انعدام أوجه الحياة بشكل شبه تام، فضلا عن نقص في الادوية والمحروقات والسلع والمواد الغذائية، مع شلل أصاب جميع المصارف والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية وعددا من المرافق الطبية.