10 قتلى في حرب شوارع بين الجيش الليبي وإسلاميين في بنغازي

Read this story in English W460

قتل الأربعاء عشرة أشخاص على الأقل في اشتباكات وحرب شوارع طاحنة بين الجيش الليبي ومجموعات إسلامية في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي لتصل حصيلة القتلى في هذه المدينة منذ أسبوعين إلى نحو 201 ، حسب ما أفادت مصادر طبية وعسكرية.

وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "المركز تلقى جثث عشرة قتلى اليوم جراء المعارك والاشتباكات وحرب الشوارع في مدينة بنغازي".

وأوضح المصدر أن "سبعة أشخاص من بين القتلى العشرة لقوا حتفهم جراء سقوط قذيفة هاون على سرادق لمأتم لعائلة الحوتي في منطقة الماجوري وسط مدينة بنغازي" وهو ما أكد صحته مصدر عسكري.

وأضاف المصدر الطبي أن "ثلاثة قتلى آخرين تسلمهم المركز من قبل فريق البحث وانتشال الجثث في جمعية الهلال الأحمر الليبي عثر عليهم في أماكن متفرقة من المدينة".

والإثنين قتل 15 شخصا، والثلاثاء قتل ستة أشخاص وفقا للمصدر ذاته، لتصل حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر معززة بالجيش النظامي ومسلحين مدنيين منذ منتصف تشرين الأول لاستعادة بنغازي الى نحو 201 قتيل.

ومنذ صباح الأربعاء يخوض الجيش النظامي معززا بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر حرب شوارع في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي مع مسلحين إسلاميين.

وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش النظامي العقيد أحمد المسماري إن "الجيش يواصل الأربعاء العمليات العسكرية التي يخوضها ضد الإسلاميين لكن عمليات اليوم تحولت إلى اشتباكات عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق الصابري والسلماني وراس اعبيدة والماجوري وأماكن أخرى وسط المدينة".

وأوضح أن "عددا من وحدات الجيش نفذت اليوم عمليات دهم لمناطق يتمركز فيها إسلاميون مطلوبون يشتبه بتورطهم في أعمال العنف التي شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية".

وأشار إلى أن "الجيش يخوض معارك عنيفة في محاور متفرقة من مدينة بنغازي خصوصا على المدخل الغربي للمدينة حيث الجامعة ومعسكر مليشيا 17 (شباط) فبراير الإسلامية".

وقال شهود عيان إن الجيش يطوق مناطق متفرقة في وسط المدينة يتمركز فيها الاسلاميون وتدور حرب شوارع تستخدم فيها أنواع مختلفة من الأسلحة فيما تسمع دوي انفجارات الأسلحة الثقيلة والدبابات وغارات سلاح الجو في أماكن متفرقة.

ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات حفتر المدعوم من السلطات الليبية الانتقالية المعترف بها دوليا في الهجوم الجديد لاستعادة بنغازي التي سقطت في تموز الماضي بايدي ميليشيات إسلامية بينها جماعة أنصار الشريعة المتشددة.

وكان الإسلاميون قالوا في بيان ليل الثلاثاء "أن القتال بدأ الآن وأنهم سينتقمون ممن شارك حفتر في هجماته أو دعمها".

وقال المسماري إن "بعض عمليات المداهمة تشهد مقاومة وتبادل لإطلاق الأعيرة النارية"، لافتا إلى أن الهدف من هذه العمليات إخراج الأسلحة والذخائر من المنازل، التي تعتبر مصدر قلق في هذه المناطق، حيث إن المسلحين أخرجوا ذويهم من المنازل وحولوها إلى غرف عمليات عسكرية".

سياسيا، أعلن رئيس الحكومة الليبية التي يعترف بها المجتمع الدولي عبد الله الثني الاربعاء في الخرطوم انه على استعداد للتفاوض مع رئيس الوزراء غير المعترف به دوليا والمدعوم من الاسلاميين "شريطة تنازلات من كل الاطراف "

وقال الثني في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السوداني عمر البشير بمطار الخرطوم  في ختام زيارة استمرت ثلاثة ايام "نفتح باب الحوار مع اخوتنا شريطة ان تكون هناك تنازلات من كل الاطراف "

ولكنه لم يقدم تفسيرا للتنازلات التي يعنيها لبدء التفاوض .

وكان عمر الحاسي رئيس الحكومة المدعومة من الاسلاميين غير المعترف بها دوليا، كلف رئاسة حكومة موازية بدفع من ميليشيات "فجر ليبيا" التي سيطرت في نهاية اب على العاصمة بعد اسابيع من المعارك مع القوات الحكومية.

ومنذ ذلك الحين اضطرت حكومة الثني الى اللجوء الى شرق البلاد شانها شان البرلمان المنبثق عن انتخابات 25 حزيران، فانتقلت الى مدينة طبرق في اب الماضي لاسباب امنية بعد ان سيطرت مجموعات اسلامية مناوئة على طرابلس العاصمة .

واجرى الثني في الخرطوم محادثات مع الرئيس السوداني ومسؤولين كبار.

وقد اتهمت حكومة الثني الخرطوم بدعم مجموعات "ارهابية " اثر هبوط طائرة سودانية محملة بالاسلحة والذخائر في مطار مدينة الكفره جنوب ليبيا كانت في طريقها لمطار معتيقه في طرابلس الخاضعة لسيطرة الاسلاميين. ونفت الخرطوم تلك الاتهامات.

وابلغ الثني الصحافيين الاربعاء كذلك ان"الخرطوم ستستضيف اجتماع دول جوار ليبيا الشهر المقبل والذي سيكون حجر اساس لخطة الحوار". 

وكان وزير خارجية  السودان علي كرتي اعلن الثلاثاء ان الثني قبل خطة السودان لجمع الفرقاء الليبيين لاجراء محادثات تهدف لانهاء النزاع .

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، لم تتمكن السلطات الانتقالية الليبية من تشكيل جيش وفرض سلطتها على عدد من الميليشيات وخصوصا الاسلامية التي تفرض قانونها الخاص في البلاد حيث تسود الفوضى.

التعليقات 0